الاثنين، 24 فبراير 2014

الدرر السنية في الأذكار النبوية السيد عبد الله بن الصديق الغماري


بسم الله الرحمن الرحيم

قال صلى الله عليه وسلم "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه"
على طريق الإحسان

المحدث شيخ الإسلام السيد عبد الله بن الصديق الغماري

بالتزامك بهذه الصلوات الصحيحة تصير من أهل الإحسان منسوبا إلينا، ومحسوبا علينا ولا يصح تركها إلا لعذر كمرض مانع فتقرأ هذه الأدعية والصلوات بعد صلاة الصبح مرة وبعد صلاة المغرب مرة ولا تتدخل فى اللغو ولا فى السياسة.


أستغفر الله (مئة مرة)
اللهم صل علي سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الأمي وعلي آله وصحبه وسلم (مئة مرة)
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير (مئة مرة)

بسم الله الرحمن الرحيم
الأذكار النبوية للصباح والمساء
(ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين) (اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله وبيدك الخير كله، وإليك يرجع الأمر كله، علانيته وسره لك الحمد،إنك علي كل شيء قدير، اغفر لي ما مضى من ذنوبي، واعصمني فيما بقي من عمري، وارزقني أعمالا زاكية ترضي بها عني وتب علي) (اللهم إني أصبحت "وفي المساء أمسيت" أشهدك، وأشهد حملة عرشك وملائكتك، وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك (أربع مرات) (سبحان الله وبحمده لا قوة إلا بالله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن أعلم أن الله علي كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علما) ثلاث مرات (اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض رب كل شئ ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه) (اللهم فارج الهم كاشف الغم مجيب دعوة المضطرين، رحمن الدنيا والآخرة، ورحيمهما، أنت ترحمني فارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك) (ثلاث مرات) (أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما ذرأ في الأرض، وما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارق يطرق بخير، يا رحمن) (باسم الله الكبير نعوذ بالله العظيم من شر كل عرق نعار ومن شر حر النار) (ثلاث مرات) (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعاء لا يسمع، لا إله إلا أنت سبحانك،اللهم إني أستغفرك لذنوبي وأسألك برحمتك اللهم زدني علما ولا تزغ قلبي بعد أن هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلفوا فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلي صراط مستقيم، اللهم اغفر لي خطيئتي، وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطئي، وعمدي وجهلي، وجدي وهزلي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت علي كل شيء قدير، اللهم ارزقني قلبا تقيا من الشرك نقيا لا جافيا ولا شقيا اللهم إني أسالك صحة إيمان وإيمانا في حسن خلق ونجاحا يتبعه فلاح ورحمة منك وعافية ومغفرة منك ورضوانا، اللهم إني أسالك نفسا بك مطمئنة تؤمن بلقائك وترضي بقضائك وتقنع بعطائك، يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلي نفسي طرفة عين، اللهم رب السماوات ورب الأرضين، وربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، والظاهر فليس فوقك شيء، والباطن فليس دونك شيء اقض عني الدين وأغنني من الفقر، اللهم إني أسالك الثبات في الأمر، وأسألك عزيمة الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك لسانا صادقا، وقلبا سليما، وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك مما تعلم فإنك تعلم ولا أعلم أنك أنت علام الغيوب، اللهم أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وتتوب علي وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون، اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلي حبك، اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها أمري، وتلم بها شعثى، وتصلح بها ديني، وتحفظ بها غائبى، وترفع بها شاهدي، وتزكي بها عملي، وتلهمني بها رشدي وتبيض بها وجهي، وتعصمني بها من كل سوء، اللهم أعطني إيمانا صادقا ويقينا ليس بعده كفر ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك الفوز عند القضاء، ونزل الشهداء وعيش السعداء، ومرافقة الأنبياء، والنصر علي الأعداء، اللهم إني أنزل بك حاجتي وإن قصر رأيي وضعف عملي،افتقرت إلي رحمتك فأسألك يا قاضي الأمور، ويا شافي الصدور، كما تجير بين البحور أن تجيرني من عذاب السعير، ومن دعوة الثبور ومن فتنة القبور، اللهم ما قصر عنه رأيي وضعف عنه عملي ولم تبلغه أمنيتي من خير وعدته أحدا من خلقك، أو خير أنت معطيه أحدا من عبادك فإني أرغب إليك فيه، وأسألكه برحمتك يا رب العالمين، اللهم ذا الحبل الشديد والأمر الرشيد، أسألك الأمن يوم الوعيد، والجنة يوم الخلود، مع المقربين الشهود الركع السجود، الموفين بالعهود، إنك رحيم ودود، وإنك تفعل ما تريد، اللهم اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلين سلما لأوليائك وعدوا لأعدائك، نحب بحبك من أحبك، ونعادي بعداوتك من خالفك، اللهم هذا الدعاء وعليك الاجابة، وهذا الجهد وعليك التكلان، اللهم اجعل لي نورا في صدري، ونورا في قلبي، ونورا من بين يدي، ونورا من خلفي، ونورا من يميني، ونورا من شمالي، ونورا من فوقي، ونورا من تحتي، ونورا في بشري، ونورا في لحمي، ونورا في دمي، ونورا في عظمي، اللهم زدني نورا، وأعظم لي نورا، وأعطني نورا، واجعل لي نورا، سبحان الذي تعطف بالعز وقال به، سبحان الذي لبس المجد وتكرم به، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له، سبحان ذي الفضل والنعم، سبحان ذي القدرة والكرم، سبحان الذي أحصي كل شيء بعلمه، سبحان ذي الجلال والاكرام، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم العزيز الحكيم، وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

الصلاة على النبي عصر الجمعة
يضاف لما سبق قراءة ما بين عصر الجمعة إلي مغربها صيغة الصلاة التالية ثمانين مرة .
(اللهم صل علي سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي)
ثم قبل المغرب قصيدة البرأة (الشهيرة بالبردة) للإمام البوصيري رضي الله عنه، وبانت سعاد.ثم بعد المغرب يستمعون لشيء من الرقائق من الرسالة القشيرية

الصلاة على النبي العامة :
يقرأون هذه الصيغة بغير عدد في أي وقت وأقلها ثلاث مرات، وهي للشدائد :
(اللهم صلي علي (سيدنا) محمد صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات وتقضي لنا بها جميع الحاجات وتطهرنا بها من جميع السيئات وترفعنا بها أعلي الدرجات وتبلغنا بها أقصي الغايات من جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات وعلي آله وصحبه.

ويقرأون في الملمات وأشد الشدائد : (بعدد 4444)
الصلاة التازية الشهيرة بالنارية وهي للإمام التازى، وصيغتها بالتلقي :
(اللهم صل صلاة كاملة وسلم سلاما تاما علي نبي تنحل به العقد وتنفرج به الكرب وتقضي به الحوائج وتنال به الرغائب وحسن الخواتيم ويستقي الغمام بوجهه الكريم) وتقسم علي الحاضرين
 ويختتم بالفاتحة لشيخ الإسلام محمد بن الصديق جميع أدعيته وبالفاتحة لشيخنا وقدوتنا الحجة ريحانة الزمان سيدي ومولاي الحافظ أبي الفضل عبد الله بن الصديق أبقانا الله في رعايته وبركته آمين .

أذكار الصلاة: الفرض والنفل
كما أملها السيد عبد الله على أحمد درويش
دعاء الاستفتاح
سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا، وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين .
في الركوع
سبحان ربي العظيم وبحمده (من ثلاث إلي خمس مرات)
في القيام من الركوع
ربنا لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد.
في السجود
سبحانك ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي (ثلاث مرات)
ويدعو للوالدين : اللهم ارحمهما كما ربياني صغيرا، واجزهما عني خير الجزاء .
بين السجدتين
اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني، واجرنى، وارفعني .
صيغة التحيات
التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلي عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل علي سيدنا محمد وعلي آل سيدنا محمد كما صليت علي سيدنا إبراهيم وعلي آل سيدنا إبراهيم، واللهم بارك علي سيدنا محمد وعلي آل سيدنا محمد كما باركت علي سيدنا إبراهيم وعلي آل سيدنا إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد .
بعد التحيات
اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المسيح الدجال، اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم . ثم يسلم
دعاء القنوت
يقرأ بعد الركوع في الركعة الأخيرة من صلاة الصبح سرا وإن كان إماما فله الوجهان سرا أو جهرا .

اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت،فإنك تقضي ولا يقضي عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت،تباركت ربنا وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك وصلي الله علي النبي
ختم الصلاة
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه (ثلاث مرات)
اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام . اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت ولا راد لما قضيت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد .
اللهم أعني علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك (ثلاث مرات) رب قني عذابك يوم تبعث عبادك (ثلاث مرات).
بعد صلاة الصبح والمغرب قبل أن يتحرك من جلسته بعد السلام وقبل أن يتكلم مع أحد يقول: اللهم أجرني من النار (سبع مرات)
آية الكرسي
قل هو الله أحد مع البسملة (مرة واحدة).
سبحان الله، الحمد لله، الله أكبر (ثلاث وثلاثون) لكل منها بعد الصبح، وعشر مرات بعد الصلوات الأخرى
ويختم بهذا الدعاء
اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات، وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني، وتتوب، علي، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنى إليك غير مفتون .
سيد الإستغفار
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا علي عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب إلا أنت

 معنى اللهم صل أي اللهم امدح وأثنى (الصاوي)

الفاتحة

الصلاة على النبي لشيخ الإسلام

عبد السلام بن بشيش

مشروحة بالقرآن والحديث للحافظ الشريف السيد عبد الله بن الصديق الغماري

 (اللَّهُمَّ صَلِّ) وَسَلِّمْ بِفَيْضِ جُودِكَ الوَاسِعِ الْـمَمْدُودِ (عَلَى) قُطْبِ الْوُجُودِ وَعَيْنِ أعْيَانِ دَائِرَةِ الشُّهُودِ المْـُتوَّجِ بِتَاجِ ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّـهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا(الأحزاب: 45) (مَنْ مِنْهُ انْشَقَّتِ الْأَسْرَارُ) المُودَعَةُ في نُورِ رُوحَانِيَّتِهِ الموْصُوفَةِ بـ»كُنْتُ نَبِيَّاً وَآدمُ بَيْنَ الرُّوحِ والجَسَدِ» (صحيح الجامع: 4581) (واَنْفَلقَتِ الْأَنْوَارُ) المُشِعَّةُ مِنْ ذَاتِهِ عَلَى عَالَمِ الكَوْنِ تَهْدِيِه إِلَى الْأَبَدِ ﴿قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِى بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ (المائدة: 16) (وَفِيهِ ارْتَقَتِ الْـحَقَائِقُ) الْـمُمْكِنَةُ الْكَامِنَةُ فِى عَالَمِ الثُّبوتِ لِأَنَّهُ الإِنْسَانُ الْكَامِلُ الصِّفَاتِ وَالنُّعُوتِ (وَتَنَزَّلَتْ عُلُومُ آدَمَ) بِتَجَلِّي ﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾ (النساء: 113) (فأعْجَزَ الْـخَلائِقَ) بُلُوغُ مَدَاهُ كَيْفَ وَلِوَاءُ الحَمْدِ بِيَدِهِ تَحْتَهُ آدَمُ وَمَنْ عَدَاهُ (صحيح الجامع: 1468) (وَلَه تَضَاءَلَتِ الْفُهُومُ) فِى سَائِرِ الْعُلُومِ بِإِفَاضَةِ «رَأَيْتُ رَبِّى فِى أَحْسَنِ صُورَةٍ فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَى وَجَدْتُ بَرْدَهَا فِى نَحْرِى فَتَجَلَّى لِى كُلُّ شَيْءٍ وَعَرَفْتُ » (صحيح الجامع: 59) (فَلَمْ يُدْرِكْهُ مِنَّا سَابِقٌ) بِاجْتِهَادِ الْأَعْمَالِ (وَلَا لَاحِقٌ) أَدْرَكَهُ فَيضُ النَّوَالِ (فَرِيَاضُ الْـمَلَكُوتِ بِزَهْرِ جَمَالِهِ) السَّارِى فِى عَالَمِ الْوُجُودِ (مُونِقَةٌ وَحِيَاضُ الْـجَبَرُوتِ بِفَيْضِ أَنْوَارِهِ) المُتَلَأْلِئَةِ فِى عَالَمِ الشُّهُودِ (مُتَدَفِّقَةٌ وَلَاشَيْءَ إِلَّا وَهُوَ بِهِ مَنُوطٌ) فِى كُلِّ عُرُوجٍ وَهُبُوطٍ (إِذْ لَوْلَا الْوَاسِطَةُ) فِى وُصُولِ الْإِمْدَادِ وَحُصُول ِ الْإِسْعَادِ (لَذَهَبَ كَمَا قِيلَ المَوْسُوطُ) بِدَلِيلِ «إِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللهُ يُعْطِي» (البخاري ومسلم) ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّـهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا﴾ (النساء: 94) (صَلَاةً) كَامِلَةً (تَلِيقُ بِكَ) مِنْ حَيْثُ أُلُوهِيَّتُكَ صَادِرَةً (مِنْكَ) مِنْ حَيْثُ رُبُوبِيَّتُكَ, تُزْجَى (إِلَيْهِ) تَكْرِيمَاً لِقَدْرِهِ الْعَظيمِ مَصْحُوباً بِخِلْعَةِ ﴿لقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْـمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ(التوبة: 128) وَسَلَامَاً تَامًا يَتَنَزَلُ فِى مَعَارِجِ الْقُدْسِ عَلَى بِسَاطِ الأُنْسِ يَلِيقُ بِهِ (كَمَا هُوَ أَهْلُهُ اللَّهُمَّ إِنَّهُ سِرُّكَ الْـجَامِعُ) لجَمِيعِ الْكَمَالَاتِ الإِنْسَانِيَّةِ المُزَكَّى مِنْ حَضْرَتِكَ العَلِيَّةِ بِصِفَةِ ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (القلم: 4) (الدَّالُّ) بِجَمِيعِ الْـحَالَاتِ (عَلَيْكَ) المُؤَيَّدُ مِنْكَ بِشَهَادَةِ ﴿وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُه﴾ (المنافقون: 1) ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهُ﴾ (النساء: 80) ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ﴾ (آل عمران: 31) (وَحِجَابُكَ الْأَعْظَمُ الْقَائِمُ لَكَ) بِتمَامِ الْعُبُودِيَةِ شُكْرًَا عَلَى مَا أَوْلَيْتَهُ مِنْ رَفِيعِ الرُّتْبَةِ وَعَظِيمِ الْـمَنْزِلَةِ, ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّـهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا وَيَنصُرَكَ اللَّـهُ نَصْرًا عَزِيزًا﴾ (الفتح 1-3) الخَاضِعُ (بَيْنَ يَدَيْكَ) لِمَقَامِ الرُّبُوبِيَّةِ الَّذِى شَرَّفْتَهُ فِى مَقَامِ الْقُرْبِ بِشَرَفِ ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسـْرَى بِعَبْدِهِ﴾ (الإسراء: 1) ﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾ (النجم: 10) (اللَّهُمَّ أَلْحِقْنِى) فِى الْبَاطِنِ وَنَفْسِ الْأَمْرِ (بِنَسَبِهِ) الْجِسْمَانِى إلْحاقَاً يَجْبُرُ مَا نَقَصَ مِنْ رَوَاتِبِ الْأَعْمَالِ وَيَصِلُ مَا انْقَطَعَ مِنْ وَارِدَاتِ الْأَحْوَالِ حَتَّى أَسْعَدَ بِالْانْدِرَاجِ فِى عُمُومِ قَضِيَّةِ «كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ يَنْقَطِعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا سَبَبِي وَنَسَبِي» (صحيح الجامع: 4527) (وَحَقِّقْنِي) فِى نَفْسِى وَحَالِى وَوِجْدَانِى (بِحَسَبِهِ) الرُّوحَانِى تَحْقِيقَاً يَقْطَعُ مِنِّى حَظَّ الشَّيْطَانِ وَيُدْخِلُنِي فِى زُمْرَةِ ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَان﴾ (الحجر: 42) (وَعَرِّفْنِى إِيَّاهُ مَعْرِفَةً) كَاشِفَةً لِفَضَائِلِهِ وَفَوَاضِلِهِ (أَسْلَم ُبِهَا مِنْ مَوَارِدِ الْـجَهْلِ) بِكَ وَبِهِ فِى مَخَارِجِ الْأَمْرِ وَمَدَاخِلِهِ (وَأَكْرَعُ بِهَا مِنْ مَوَارِدِ الْفَضْلِ) الْوَاصِلِ مِنْكَ إِلَيْهِ وَأَنْهَلُ مِنْ عَيْنِ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين ﴾(الأنبياء: 107) «إِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً مُهْدَاة» (صحيح الجامع: 5342) (وَاحْمِلْنِى) فِى سَيْرِى إِلَيْكَ (عَلَى سَبِيلِهِ) الْوَاضِحَةِ الْـمَسَالِكِ لَا يَزِيغُ عَنْهَا إِلَا هَالِكٌ ﴿قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ (يوسف: 108) (إِلَى حَضْرَتِكَ) الْقُدُّوسِيَّةِ الَّتِي إِلَيْهَا يَنْتَهِى سَيْرُ الْوَاصِلِينَ وَعِنْدَهَا تَقِفُ مَطَايَا السَّالِكِينَ ﴿وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى﴾ (النجم: 42) (حَمْلاً مَحْفُوفاً بِنُصْرَتِكَ) الرَّبَّانِيَّةِ حَتَى أَنْجُوَ مِنْ غَوَائِلِ الطَّرِيقِ وَمُضِلَّاتِ الْـهَوَى وَأَسْتَمْسِكَ بِعُدَّةِ ﴿وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾ (البقرة: 197) (وَاقْذِفْ بِى عَلَى) جَيْشِ (الْبَاطِلِ فَأَدْمَغَهُ) بَصَوْلَةِ الْـحَقِ وَأُدْحِضَهُ بِقُوَّةِ الصِّدْقِ ﴿فَإِذَا عَزَمَ الأمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّـهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهمْ﴾ (محمد: 21) ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّـهِ﴾ (الأنفال: 10) (وزُجَّ بِى فِى بِحَارِ الْأَحَدِيَّةِ) الذَّاتِيَّةِ الْـمُحِيطَةِ بِجَمِيعِ هَيَاكِلِ الْـحَقَائِقِ وَالْـمَعَانِى المُنَزَهَةِ عَنِ الكَثْرَةِ وَالْقِلَّةِ وَالكُلِّيَّةِ وَالجُزْئِيَّةِ وَالتَّبَاعُدِ والتَّدَانِى ﴿ألا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ﴾ (فصلت: 54) (وَانشُلْنِى مِنْ أَوْحَالِ التَّوْحِيدِ) المُوقِعَةِ فِى ظُلٌمَاتِ الشُّبَهِ وَالتَرْدِيدِ إِلَى فَضَاءِ تَنْزِيهِ ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ (الشورى: 11) سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ (وَأَغْرِقْنِى فِى عَيْنِ بَحْرِ الْوَحْدَةِ) الشُّهُودِيَّةِ مَعَ الْقِيَامِ بِأَدَاءِ حُقُـوقِ الْعُبُودِيَّةِ ﴿قلْ كُلُّ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ﴾ (النساء: 78) ﴿مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّـهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ﴾ (النساء: 79) (حَتَّى لَا أَرَى وَلَا أَسْمَعَ وَلَا أَجِدَ وَلَا أَحِسَّ إِلَّا بِهَا) تَحَقُقاً وَتَعَلُّقاً بِإِتْحَافِ عِنَايَةِ «فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا» (البخاري) (وَاجْعَلِ الْـحِجَابَ الْأَعْظَمَ) مِنْ حَيْثُ الْإِفَاضَةُ وَالتَّلْقِينُ (حَيَاةَ رُوحِى) ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا﴾ (الشورى: 52) ﴿وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ﴾ (النمل: 6) (وَرُوحَهُ) مِنْ حَيْثُ التَّوَصُّلُ وَالتَّمْكِينُ (سِرَّ حَقِيقَتى) حَتَّى أَتَذَوَّقَ سِرَّ ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِى الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ (البقرة: 30) (وَحَقِيقَتَهُ) مِنْ حَيْثُ الْهِدَايَةُ وَالْيَقِينُ (جَامِعَ عَوَالِـمِى) الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ فِى جَمِيعِ أَطْوَارِهَا الْـجَلِيَّةِ وَالْـخَفِيَّةِ، لِأَتَحَقَّقَ بِالْوِرَاثَةِ النَّبَوِيَّةِ، وَالْـخِلَافَةِ الْـمُحَمَّدِيَّةِ ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّـهِ﴾ (الشورى: 52-53) ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَـمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُون﴾ (السجدة: 24) (بِتَحْقِيقِ الْـحَقِّ الْأوَّلِ) فِى التَعَيُّنِ الْأوَّلِ بِإِشَارَةِ «كُنْتُ أَوَّلَ النَّاسِ خَلْقًا وَآخِرَهُمْ بَعْثًا وَجَعَلَنِي فَاتِحًا وَخَاتَمًا» مَعَ بَشَارَةِ ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَآ آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّـمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ﴾ (آل عمران: 81) (يَا أَوَّلُ) لَيْسَ لِأَوَّلِيَتِهِ ابْتِدَاء (يَا آخِرُ) تَقَدَّسَ عَنْ لُـحُوقِ الْفَنَاءِ (يَا ظَاهِرُ) لَا يَلْحَقُهُ خَفَاءٌ (يَا بَاطِنُ) تَرَدَّى بِرِدَاءِ الْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ (اسْمَعْ نِدَائِى) مَعَ ظُهُورِ فَقْرِى إِلَيْكَ وَالْتِجَائِى (بِمَا سَمِعْتَ بِهِ نِدَاءَ عَبْدِكَ زَكَرِيَّا) وَاجْعَلْنِى صَادِقَ الْقَوْلِ وَفِيَّاً وَارْزُقْنِى قَلْبَاً تَقِيَّاً مِنَ الشِّرْكِ نَقِيَّاً لَا جَافِيَاً وَلَا شَقِيَّاً (وَانْصُرْنِى بِكَ لَكَ) نَصْرَاً مُؤَزَّرَا ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللَّـهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ﴾ (آل عمران: 160) (وَأَيِّدْنِى بِكَ لَكَ) تَأْيِيدَاً مُظَفَّرَاً حَتَّى أَكُونَ فِى جَمَاعَةِ ﴿أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِى قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ﴾ (المجادلة: 22) (وَاجْمَعْ بَيْنِى وَبَيْنَكَ) بَقَطْعِ الْعَلَائِقَ النَّفْسَانِيَّةِ وَمَنْعِ الْقَوَاطِعِ الشَّهْوَانِيَّةِ حَتَّى أُشَرَّفُ بِخِطَابِ ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً﴾ (الفجر: 27-28) (وَحُلْ بَيْنِى وَبَيْنَ غَيْرِكَ) حَتَّى لَا أُشَاهِدَ فِى الْكَوْنِ إِلَّا أَثَرَ إِحْسَانِكَ وَبِرِّكَ ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّـهِ﴾ (النحل: 53) (الله الله الله) اللهُ وَاحِدٌ أَحَد اللهُ وِتْرٌ صَمَد اللهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوَاً أَحَد اللهُ قَوِىٌ قَادِر اللهُ عَزِيزٌ قَاهِر اللهُ عَلِيمٌ غَافِر (﴿إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ﴾) وَأَوْجَبَ عَلَيْكَ الْبَيَـانَ (﴿لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ﴾) (القصص: 85) يَوْمَ تَحِقُ لَكَ السِّيَادَةُ عَلَى جَمِيعِ الْعِبَادِ ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا﴾ (الإسراء: 79) (﴿رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا﴾) (الكهف: 10) وَاغْفِرْ لَنَا مَغْفِرَةً عَامَةً تَجْلُو عَنِ الْقَلْبِ كُلَّ صَدَا وَرَقِّنَا فِى مَعَارِجِ مَدَارِجِ (﴿إِنَّ اللَّـهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾) (الأحزاب: 56) * اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الْـمُرْسَلِينَ وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَإِمَامِ المُتَّقِينَ وَقَائِدِ الْغُرِ المُحَجَّلِينَ وَشَفِيعِ المُذْنِبِينَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ شَرَائِفَ صَلَوَاتِكَ وَنَوَامِيَ بَرَكَاتِكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ الخَيْرِ وَإِمَامِ الْـهُدَى وَنَبِيِّ التَّوْبَةِ وَعَيْنِ الرَّحْمَةِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَفْضَلَ صَلَوَاتِكَ وَأَزْكَاهَا وَأَجَلَّ تَسْلِيمَاتِكَ وَأَنْمَاهَا عَلَى مَنْ أَرْسَلْتَهُ رَحْمَةً عَامَةً وَبَعَثْتَهُ نِعْمَةً مُهْدَاةً, سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الَّذِي شَرَحْتَ صَدْرَهُ وَرَفَعْتَ ذِكْرَهُ وَقَرَنْتَ اسْمَهُ بِاسْمِكَ, وَجَعَلْتَ طَاعَتَهُ مِنْ طَاعَتِكَ, وَخَلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ وَصْفِكَ وَنَعْتِكَ اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا تَمَامَ مَحَبَّتِهِ وَاتِّبَاعَ سُنَّتِهِ وَالتَّأَدُبَ بِآدَابِ شَرِيعَتِهِ, وَالتَّمَسُّكَ بِأَذْيَالِ آلِهِ وَعِتْرَتِهِ وَاحْشُرْنَا فِى زُمْرَتِهِ وَاجْعَلْنَا فِى الرَّعِيلِ الْأَوَّلِ مِنْ أَهْلِّ شَفَاعَتِهِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَتَوَسَّلُ بِهِ إِلَيْكَ وَنَسْتَشْفِعُ بِهِ لَدَيْكَ أَنْ تَقْبَلَ أَعْمَالَنَا وَأَنْ تُحَسِّنَ أَحْوَالَنَا, وَتُنِيرَ بِالمَعَارِفِ قُلُوبَنَا وَتُفَرِّجَ مِنْ كَدُورَاتِ الْأَغْيَارِ كُرُوبَنَا, ﴿رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ (الممتحنة: 4) ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ (الأعراف: 23) ﴿رَبَّنَآ آتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار﴾ (البقرة:201) ﴿رَبَّنَا إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبـْرَارِ, رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَاد﴾ (آل عمران: 193) ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْـمُلْكِ تُؤْتِي الْـمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْـمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْـخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ, تُولِجُ اللَّيْلَ فِى الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِى اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْـحَيَّ مِنَ الْـمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْـمَيِّتَ مِنَ الْـحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (آل عمران: 26-27) ﴿شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هو وَالْـمَلَائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْـحَكِيمُ (آل عمران: 18) شَهِدْنَا بِذَلِكَ وَأَقْرَرْنَا بِهِ فَاكْتُبْ اللَّهُمَّ شَهَادَتَنَا عِنْدَكَ وَأَعْظِمْ جَزَاءَنَا عَلَيْهَا وَأَكْرِمْ نُزُلَنَا بِهَا وَاجْعَلْهَا حُجَّتَنَا لَدَيْكَ يَوْمَ لِقَائِكَ وَنَجِّنَا بِهَا مِنْ سُوءِ عَذَابِكَ ﴿يَوْمَ لا يُخزِي اللَّـهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير﴾ (التحريم: 8) ﴿اللّـهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ الْـحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ (البقرة: 255) ﴿هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ, هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَا هُوَ الْـمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْـمُؤْمِنُ الْـمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْـجَبَّارُ الْـمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّـهُ الْـخَالِقُ الْبَارِئُ الْـمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْـحُسْنَى يُسَبـِّحُ لَهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهـُوالْعَزِيزُ الْـحَكِيمُ﴾ (الحشر: 22-24) * بسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ ﴿قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ اللَّـهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ - ثَلَاثَاً - ثم * المُعَوِّذَتَيْنِ - ثَلَاثَاً - ثُمَّ * الْفَاتِحَة * (﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِينَ وَالْـحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾) (الصافات: 180-182)
إذا ذكرت وحدك أو فى جماعة ووصلت إلي
(وما بكم من نعمة فمن الله) استمروا في الذكر المفرد "الله" جلوسا بصوت متوسط نحو عشرين مرة ثم يقومون للذكر به قياما مع إنشاد القصائد الوعظية وما يناسبها ثم تجلسون فيقرأ أحد الحاضرين بعض آى الذكر الحكيم ثم يتمون القراءة ويختمون مجلس الذكر الشرعي بالدعاء الآتي مع رفع الأيدي وهو:
(اللهم اجمعنا علي محبتك، وأعنا علي طاعتك وخدمتك، وطهرنا تطهيرا نصلح به لحضرتك، ولقي نبيك عليه السلام، وزدنا فيك تحيرا، وبك افتتانا، وغيبنا فيك عن كل شيء سواك، حتى لا نكون إلا بك ولك، واحفظنا فيك سائر يومنا، وبقية عمرنا حتى تتوفانا،وأنت عنا راض، ونحن عنك غير مفتونين، بحق مولانا رسول الله صلي الله عليه وسلم، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام علي المرسلين والحمد لله رب العالمين)
ثم يتصافحون مع تقبيل الأيدي بدون اختلاط الرجال بالنساء ويتذاكرون فيما يهمهم من أمر دينهم ودنياهم ويقرأ أيضا الوظيفة الزروقية وحزب البحر الشاذلي وحزب النووي .

www.Allah.com
مراكز القرآن والحديث الشريف وعلم الإحسان
www.alghomari.com

Koran andHadith Centers
Belgium
الشيخ السيد حسن بن الصديقShaykh Hasan ibn Sadque Al Ghumari
Morocco
الشيخ السيد الصادق بن كيران بالقصر الكبير
كل أنجال أبناء السيد محمد بن الصديق كالسيد الشيخ عبد المغيث
وباقي المراكز بمعظم مدن المغرب
All grandsons of Master Muhammad ben Sadque
USA
الشيخ د. محمد نينويShaykh Dr Muhammad ben Yahya Ninoway
الشيخ أحمد بن الدرويش Shaykh Ahmad Darwish
UK
الشيخ محمد عمر رمضانShaykh Muhammad Omar bin Ramadan
الشيخ أحمد بن الدرويش Shaykh Ahmad Darwish
Egypt
الشيخ أحمد بن الدرويش Shaykh Ahmad Darwish
على روح الشريف السيد عبد الله بن الصديق الغماري الحسنى
وولده المرحوم أحمد بن الدرويش رحمهما الله تعالى
اطبع ووزع فى سبيل الله تعالى

اطبع ووزع فى سبيل الله تعالى على روح الشريف السيد عبد الله بن الصديق الغماري الحسنى وولده المرحوم أحمد درويش رحمهما الله تعالى
والتالى هو الأصل الذي نقلنا منه ولن مكرر ما ذكر بعاليه

الدرر النقية فى أذكار وآداب الطريقة الصديقية

لمنشئها العلامة شمس الملة والدين
أبي عبد الله السيد محمد بن الصديق الغمارى الحسنى
المتوفى سنة
1354
قدس الله سره

طبع نجله العارف بالله تعالى والدال عليه
 مولانا السيد الشريف الشيخ المحدث الحافظ عبد الله بن الصديق الغمارى
شيخ الطريقة الشاذلية الصديقية الدرقاوية (الشاذلية الجيلانية) وشارح صلاة ابن مشيش بالقرءان والحديث أمدنا الله بمدده وأفاض علينا من فيض سحائب سره آمين
طبعت بالقاهرة بجهد المرحوم على رحمي ومراجعة أحمد درويش بإشراف السيد عبد الله رحمه الله
ثم طبعها حديثا الدكتور يسري جبر بالمقطم بتصرف وإضافة إختيارات طيبة له
وهذه الطبعة الأصلية بخدمة من عينه السيد عبد الله نقيبا للطريقة بأمريكا الشمالية
خادم السيد عبد الله وحرمه الصوفى الفاضل أحمد درويش

الفهرست
مقدمة الناشر نقيب الطريقة الصديقية بأمريكا
(استفتاح المؤلف)
(ورد الطريقة الصد يقيه اليومية)
(حزب الفتح الصد يقى - اليومي)
(المعارف الذوقية فى الوظيفة الصديقية - اليومية)
(ورد عصر الجمعة)
(ورد عام)
(ورد المهمات والشدائد)
(أذكار الصلاة اليومية)
(أدب الطريقة الصد يقيه)
(أدب المريد مع الله تعالي)
(أدب المريد مع إخوانه )
(أدب المريد مع المسلمين).
(الوصية الجامعة)
بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ ﷺ (مَنْ نَسِىَ الصَّلَاةَ عَلىَّ فَقَدْ أَخْطَأَ طَرِيقَ الجَنَّةِ) رواه ابن ماجه
مقدمة الناشر نقيب الطريقة الصديقية بتعيين السيد عبد الله كتابة
الصوفى الفاضل أحمد درويش

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد فقد رجعت لمصر بعد أكثر من 20 عاما للدعوة لله وخدمة السيد عبد الله رحمه الله بالخارج فوجت العجب العجاب بمصر من أناس يدعون الإنتساب للشيخ وحتى أفضلهم – بشهادتى – قال أنه مقصر فى حق زوجة الشيخ ولما سألتها عنه قالت أنها "زعلانه" منه لأنه لمدة 20 عاما لم يواسيها فى وفاة الشيخ – وقد صلح أمره مؤخرا معها – فما بالك بأقبحهم؟ فقد نهب أقبحهم مالها وآخر انتهز فرصة ضعف وكتب شقتها باسمه وقس على ذلك وإذا اقتربت من أحدهم أخذته العزة بالإثم وأغروا بك تلاميذههم الذين يكررون اسم الشيخ فى كل مجلس استدرارا لاحترام الناس

فباختصار شديد أحب أن أتشاور مع الإخوان المحبين والمنتمين لسيدي ومولاي السيد الحافظ البدل بخاري العصر السيد عبد الله بن الصديق الغماري فى نقاط:
1.   أنصح الطلبة والمعلمين لهم بعلوم السيد عبد الله أن يواظبوا على أوراده أو أوراد طرقهم وإلا فيا زلة القدم
2.   إذا وجدت من يستشهد بالشيخ ولا يواظب على صوم التطوع حارما نفسه من باب الريان وتجده هاجرا للقرآن وتلاوته طوال اليوم وتجده غير مكثر من ذكر الله الكثير فى الجماعات والصلاة على النبي وقيام الليل ونشر علم الإحسان وفتح كتاتيب القرآن فى القري والمدن ومجالس البردة والدلائل والصلاة على النبي فاعلم أنه من شياطين الإنس يدلك على نفسه ويقطعك عن طريق الله ورسوله ويخدعك باسم السيد عبد الله رحمه الله تعالى
3.   الشيخ لم يعين خليفة ولا مرشدا عاما ولا وارثا فمن ادعى رياسة ميراث الشيخ كاحتكار حتى يجمع المال والمناصب فاعلم أن الشيخ منه براء وأنه من شياطين الإنس والجان ولا سيما ببلاد الشرق
4.   إذا وجدت رجلا ليس على أدب الشيخ الجم مهما حفظ كلامه كمكينة التسجيل وليس من أهل قيام الليل والتواضع وخدمة الإخوان بدون أجر بل على العكس يكرث نفسه سعيا للمال والدرجات العلمية والرياسات فاعلم أنه من شياطين الإنس وعلماء السوء فلا تنخدع بتكراره اسم الشيخ مهما كان هذا الشخص مشهورا فإذا لم يجلس ليحبك ويعبد الله معك ويواسيك بماله ووقته فاهرب منه هروبك من الأسد
5.   ومع ذلك ندعوا لمن زل أن يتوب الله عليه وعلينا فنتب توبة نصوحا
بسم الله الرحمن الرحيم
(استفتاح)
الحمد لله الذي أنار قلوب العارفين ، وأفاض عليهم سيبا من سره ، أحمده وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة نعترف بها من موارد كرمه وبره ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله أفضل عبد قام بعبادة مولاه وشكره صلي الله عليه وسلم وعلي آله الغر الكرام ، ما أعقب الضياء الظلام وبزغ بدر التمام
أما بعد ، فان ذكر الله جل شأنه تطمئن به القلوب وتمحي به الذنوب ،وتفرج به الكروب يزيل عن النفس شجاها ويقربها إلي حضرة مولاها ، يلين القلب والجوارح فتخشع لعظمة الله وسطوته وتدمع العين فرقا من هيبته ويحرك الشوق من الذاكر فتهتز الأطراف توقانا إلي القرب من قدس الله وسناه ، ويقوى رجاء العبد في حصول مغفرة ربه ورضاه ، أمر الله به وبين فضله في غير آية من القرآن العظيم فقال تعالي :
" فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون "
وأي شرف أعظم من أن يذكر الله عبده في حضرة قدسه وفي مثل هذا يقول الشاعر :
لك البشارة فاخلع ما عليك فقد ذكرت ثم علي ما فيك من عوج
وقال تعالي :
" ألا بذكر الله تطمئن القلوب "
وقال عز شأنه :
" يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا
وقال جل جلاله :
" أن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانيتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما " إلى غير ذلك من الآيات .
وأما الأحاديث الواردة في فضل الذكر والاجتماع والإكثار منه فكثيرة جدا فمنهم الحديث القدسي عن الله تبارك وتعالي قال : " أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في ملآ ( أي جماعة ) ذكرته في ملآ خير منه ( يعني الملائكة ) رواه البخاري ومسلم . وقال أبو الدرداء رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
" ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ( يعني الفضة ) وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا : بلي قال :ذكر الله " حديث حسن صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره . وروي أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال :
( إن لله ملائكة سيارة فضلاء يتبعون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا حتى يملأوا ما بينهم وبين السماء الدنيا فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلي السماء فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم : من أين جئتم فيقولون جئنا من عند عبادك في الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك قال :وماذا يسألونني ؟ قالوا يسألونك جنتك ، قال : وهل رأوا جنتي ، قالوا ويستجيرونك ، قال : ومم يستجيروننى
قالوا : من نارك ، قال : وهل رأوا ناري ، فيقولون : لا يا رب ، قال : فكيف لو رأوا ناري ، قالوا : ويستغفرونك ، فيقول: قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سالوا وأجرتهم مما استجاروا فيقولون : رب فيهم فلان عبد خطاء إ نما مر فجلس معهم فيقول : وله غفرت هم القوم لا يشقي بهم جليسهم " أخرجه مسلم في صحيحه
وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه : " ما شيء أنجي من عذاب الله من ذكر الله " رواه أحمد والترمذي وغيرهما إلي غير هذا من الأحاديث والآثار .
ولما كان الذكر بهذه المنزلة الشريفة والرتبة المنيفة جعله الصوفية شعارهم واتخذوه وسيلة لتهذيب المريد وتصفية روحه وتطهير نفسه من كدورات الأغيار وتدرجوا بالمريد في أنواع الأذكار بحسب قوة استعداده وقبول آنيته والذكر جائز بأي صيغة تخلو من اللحن والتحريف لأن الشارع لم يفرض في الذكر صيغة معينة .
فإليك أيها المريد الصديق الصادق . الورد والحزب والوظيفة والإداب ، دوام علي قراءتها وتأدب بأدبها فستري بركتها في نفسك ومالك وأهلك . وفقك الله تعالي وألهمك التوفيق والسداد - أبو الفضل عبد الله بن الصديق الغماري

(ورد الطريقة الصد يقيه اليومي)
اقرأ هذا الورد بعد صلاة الصبح ومثله بعد صلاة المغرب
مرت بعاليه ...
فإلتزام الشخص لهذا الورد يصير من أهل الطريقة منسوبا إليها ومحسوبا عليها ولا يصح تركه إلا لعذر كعرض مانع . وقد وردت الأحاديث عن النبي صلي الله عليه وسلم في فضل هذا الورد والترغيب فيه ، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال : ( يقول الله عز وجل:يا بني آدم كلكم مذنب إلا من عافيت فاستغفروني أغفر لكم " .... الحديث
وأخرج ابن ماجة بإسناد صحيح عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ( طوبي لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا )
وأخرج مسلم عن الأعز بن يسار المزني ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله ، صلي الله عليه وسلم : ( وإني لاستغفر الله في اليوم مئة مرة )
وأخرج البراز عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال :
قال رسول الله ، صلي الله عليه وسلم : ( ما من حافظتين يرفعان إلي الله في كل يوم فيري في أول الصحيفة وفي أخرها استغفارا إلا قال الله تبارك وتعالي : قد غفرت لعبدي مابين طرفي الصحيفة ) .
وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ( من صلي علي واحدة صلي الله عليه عشرا ) وأخرج الطبراني في الأوسط عن أنس ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( من صلي علي صلاة واحدة صلي الله عليه عشرا ، ومن صلي علي عشرا صلي الله عليه مئة ومن صلي الله عليه مئة كتب بين عينيه براءة من النار وأسكنه الله يوم القيامة مع الشهداء ) وأخرج البخاري ومسلم وأصحاب السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله ، صلي الله عليه وسلم ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير )
في يوم مئة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مئة حسنة ومحيت عنه مئة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك .
(حزب الفتح الصد يقى اليومي)
يقرأ مرة في الصباح ومرة في المساء وهو مأخوذ من جملة الأحاديث النبوية لمولانا الأمام الحافظ أبي الفضل عبد الله بن محمد الصديق الغمارى
مرت يعاليه
أدب الطريقة الصد يقيه
أدب المريد مع الله تعالي
يلزم المريد من الأدب مع ربه أن يكون واقفا مع حدود الشريعة غير متعد لها ولا متهاون فيها وأن يكون مواظبا علي فعل السنن ونوافل الخيرات فبذلك يحظى بحب مولاه ورضاه عنه جاء في حديث قدسي صحيح (وما تقرب إلي عبدي بشيء إلي أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذنى لأعيذنه)، وأن يكون راضيا بما يجريه الله من تصاريف الأقدار ، قال عليه الصلاة والسلام في وصيته لابن عباس رضي الله عنه : " .. واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك" ، ولا شك أن المريد إذا تحقق بهذا وعلمه اطمأن قلبه ورضي بما يصرفه في الكون ربه ، وأن يتوجه بسؤاله إلي الله في كل شيء قال تعالي واسألوا الله من فضله وقال عليه الصلاة والسلام إذا سألت فاسأل الله . وفي حديث أخر ليسأل ربه حاجته كلها حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع وحصل لبعض السلف في معيشته حتى هو أن يطلب من بعض ا خوانه فرأي في منامه قائلا يقول له ، أيحسن بالحر المريد إذا وجد عند الله ما يريد أن يميل بقلبه إلي العبيد ، فاستيقظ وهو أغني الناس قلبا . وأن يكون متأدبا مع الرسول الصلاة والسلام متخلقا بسنته مقدما لها علي كل شيء معظما لأهل بيته وصحابته وهذا لا يحتاج إلي برهان فقد نص الله تعالي في غير آية من القرآن علي وجوب تعظيم رسوله والتأدب في حقه وجعل طاعته طاعة لله تعالي ونفي الإيمان عمن لم يرضي بحكمه وتوعد من خالف أمره بالفتنة والعذاب الأليم.
(أدب المريد مع شيخه)
يلزم المريد من الأدب مع شيخه أن يعظمه ويوقره وألا يتقدم بين يديه بقول أو فعل وأن يذب عنه في غيبته وألا يحضر في مجلس ينال فيه من عرض شيخه وأن يستأذنه في الخروج إذا كان حاضرا وألا يخالف ما يشير به عليه الشيخ إلي غير ذلك مما لذكره محل أخر وهذه الآداب استخرجها الصوفية مما أدب الله به الصحابة في القرآن وأمرهم أن يستعملوها مع النبي عليه الصلاة والسلام ولا شك أن المشايخ خلفا في الإرشاد والتعليم والتهذيب كما قال عليه الصلاة والسلام العلماء ورثة الأنبياء فتلزم هذه الآداب في حقهم بطريق الوراثة ، ولهذا ينبغي ويتأكد في حق
المريد قبل دخوله في الطريق أن يتخير الشيخ الذي تتحقق فيه الوراثة النبوية وذلك بأن يكون عالما بالشريعة متمكنا فيها عالما بالقرآن والسنة لأنه لا إرشاد ولا سلوك إلا بما كان مطابقا للشرع متمشيا مع أحكامه ومن لم يكن متمكنا في العلم متزينا بالاستقامة لا يصلح للإرشاد لأن فاقد الشيء لا يعطيه .
(أدب المريد مع إخوانه )
يلزم المريد من الأدب مع إخوانه أن يحترمهم ولا يري لنفسه فضلا عليهم ويواسي محتا جهم ويتعاون معهم علي إقامة شعائر الطريق ويتغاضى عمن أخطأ منهم في حقه ويلتمس له العذر في حقه ويلتمس له العذر في ذلك ويحمل حاله علي محمل حسن ويخدمهم بنفسه وإ ذا قابل أحدا منهم بدأه بالبشر والمصافحة ومن زل منهم نصحه بالحسنى من غير أن يحتقره أو يشنع عليه ويلزمه من الأدب مع المقدم أن يعظمه ولا يتقدم عليه ويسمع كلامه ويعتبره نائبا عن الشيخ وعلي المقدم أن يعني بمسائل الأخوان ويتعاهد هم بالمذاكرة المرة بعد المرة ويتفقد غائبهم ويسوى بينهم في المعاملة .
(أدب المريد مع المسلمين).
يلزمه من الأدب معهم أن يعاملهم بالصدق ويتواضع معهم من غير أن يطمع في أحد منهم ولا يخافه ولا يخشاه ويسعى في منفعتهم ويحب لهم من الخير ما يحب لنفسه لقوله عليه الصلاة والسلام لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ،فإذا حافظ المريد علي هذه الآداب وواظب عليها كان موقنا صادقا ونال من الله تعالي ما يبتغيه وفقنا الله جميعا لما فيه الخير والسداد وأنا لنا رضاه إنه جواد كريم ر ؤ ف رحيم .
(الوصية الجامعة)
ونختم هذه المجموعة بوصية جامعة لجملة من الواجبات والآداب في رسالة كتبها مولانا وإمامنا ومنشيء العارف الأكبر سيدي الشيخ السيد محمد بن الصديق لأهل مدينة العرائش بالمغرب الأقصى وهي :
إلى أخواننا في الله وأحبائنا فيه كافة فقراء العرائش :
حفظكم الله وسلام عليكم ورحمة الله تعالي (أما بعد) فأحبكم أحبكم الله ورسوله أن تقوموا بالوظائف الدينية القلبية والقالبية ففيها السعادة الأخروية والراحة الأبدية فمن الوظائف النطق بالشهادتين مع اعتقاد معنا هما الذي هوثبوت الوحدانية لله ذاتا وصفة وفعلا وثبوت رسالة مولانا رسول الله صلي الله عليه وسلم مع تصديقه فيما جاء به عن الله وأتباع أوامره واجتناب نواهيه فمنها وهو أهمها بعد الشهادتين أداء الصلوات الخمس في أوقاتها المعينة لها مع الجماعة والإتيان بجميع شروطها من الطهارة الكبرى والصغرى واستقبال القبلة وستر العورة وإتقان الوضوء باتفاق الاستبراء الذي هو استفراغ ما في المحلين من الأذى مع الأستجمار بالحجارة إن أمكن والغسل بالماء بعده والإتيان بجميع الفرائض والسنن والمستحبات ولابد مع هذا من المحافظة علي النوافل كالوتر والفجر والرواتب القبلية والبعد ية ومنها الزكاة فأوردها إن وجبت عليكم ولابد فإنها طهارة وبركة وسبب للغني واحفظوا مع هذا جوارحكم التي هي الأذن والعين واللسان والبطن والفرج والرجل من المنهيات فلا تسمعوا إلا الوعظ والذكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا تنظروا إلي ما لا يحل لكم من النساء والصبيان والأمتعة واحفظوا ألسنتكم من الكذب والغيبة والنميمة والزور والبهتان من إذابة الناس في أبدانهم وأموالهم وبطونكم من الحرام وفروجكم من مماسة ما لا يحل لكم وأرجلكم من المشي في غير طاعة الله وقلوبكم من العجب والكبر والرياء والحسد والبغض والغل والحقد والغش والخديعة والمداهنة وحب الرياسة والتقدم وحب المدح وخوف الذم والاهتمام بالرزق والخوف من الخلق وتفكروا في مصنوعات الله واستحضروا إطلاعه عليكم في جميع الحالات ولا تستعظموا هذا انه سهل أن استعنتم عليه بالله ثم المؤكد به عليكم الاجتماع لذكر الله وقت فراغكم من الاشتغال وخصوصا فيما بين المغرب والعشاء وفيما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس ففي هذين الوقتين من الفضل والثواب شيء عظيم وتزاوروا في الله وتحابوا فيه وواسوا محتاجكم وصلوا أرحامكم وعودوا مرضاكم وتواصوا بالصبر واحتملوا أذي من أذاكم ولا تجالسوا من يقطعكم عن ذكر الله ولا تخالطوه فانه يميت قلوبكم وفي موتها فساد الدين وضعف اليقين وفي ذكر الله ذكره ورضاه ومجالسته وطمأنينة القلب وفي الاجتماع عليه رياض الجنة وعشيان الرحمة ونزول السكينة وحفوف الملائكة حسبما وردت به الأخبار وصحت عن رسول الله صلي عليه وسلم الآثار وإياكم والإنصات لمن يصدكم أو يلومكم فانه شيطان مارد مطرود شارد ولاتسيئوا لأحد من عباد الله ولا تخافوه ولا ترجوه فإن الأمور كلها بيد الله لا يملك أحد لأحد منها ضرا ولا نفعا ولا خفضا ولا رفعا وصونوا قلوبكم من الطمع في الخلق فإنه الفقر الحاضر والذل الظاهر وأعلموا أنكم إن فعلتم هذا ثبت خصوصيتكم ونلتم مطلوبكم من ربكم أعانكم الله وقواكم ومن نزغات الشيطان حفظكم ووقاكم والسلام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق